في الصباح الباكر يخرج الشاب "البا ئع" مرتديا طربوشه الأحمر وسرواله الأسود، وحاملا إبريقه المميزة على ظهره ومعه أكواب ذهبية قديمة، ليبيع للناس عصير السوس والتمر الهندي البارد.
مهنة بائع السوس أو التمر بالنسبة له تمثل الماضي والحاضر والمستقبل، فقد ورثها عن والده الذي ورثها هو الآخر عن جده، وهو ينوي أن يورثها بدوره إلى أبنائه وأحفاده "فمن لا ماضي له لا حاضر له" بحسب قوله.
قمة العرق سوس
يقوم الشابد بتحضير العصير في البيت مراعيا كل شروط الصحة في ذلك حيث يجهزه بواسطة ماء معقم صحيا، يقول: "بعد تحضير العصير عند ساعات الفجر الأولى، أرتدي اللباس والإبريق المأخوذان من الشام والهدف منهما جذب المشتري، ثم أنطلق إلى الشارع بحثا عن العطاش الذين يترقبون قدومي بالعصير المثلج، فزبائني فهم من كافة شرائح المجتمع منهم الطبيب والعامل وطالب الجامعة وغيرهم، ويكثر الإقبال المتزايد منهم على شرب التمر هندي في الصيف والشتاء، ولكن الصيف يكون الإقبال متزايدا بسبب حرارة الجو".والاكثر في رمضان
الطريف أنك عند تجوالك في شوارع العاصمة الدمشقيه مبكرا ترى قمم أصحاب الطرابيش الحمراء، حيث يجتمعون زمان فيما بينهم قبل أن يبدءون عملهم لكي يقرروا السعر الموحد لكوب السوس البارد، هذا الاجتماع يبرمون فيه العقود والمواثيق - غير المكتوبة بالطبع - بألا يتجاوز أيا منهم السعر المتفق عليه، وإلا فإنه سيتعرض للمقاطعة من الجميع!.
حركات بهلوانية
يحاول الشاب بحركاته البهلوانية - كما يحلو له أن يسميها - لفت أنظار زبائنه باستمرار، فطالما تراه يجذب المارة من خلال رمي أكوابه في الهواء دون أن يقع أيا منها على الأرض، كما يحاول أن يسعد الأطفال بصوته الشجي وهو يغني لهم باستمرار أغنية: "يا سوس مين يشتريك".
الحركات والكلمات لا يتجاوب معها الأطفال فقط، فهو يرى الابتسامة مرسومة على شفاه الكبار والشباب أيضا والسعادة تتطاير من أعينهم.. حينها يزداد الشاب سعادة غامرة وتكون أسعد لحظاته.
لا يعتبر الشاب نفسه فقط يقدم التمر هندي كي يروي ظمأ العطشانين، فهو يرى في نفسه "طبيب" يقدم شرابا شافيا للعديد من أمراض الجهاز الهضمي خاصة أمراض المعدة والحميات، وأيضا يرى نفسه بزيه والإبريق عاكسا وممثلا لتاريخ وثقافة شاميه خالصة.
مهنة بائع السوس أو التمر بالنسبة له تمثل الماضي والحاضر والمستقبل، فقد ورثها عن والده الذي ورثها هو الآخر عن جده، وهو ينوي أن يورثها بدوره إلى أبنائه وأحفاده "فمن لا ماضي له لا حاضر له" بحسب قوله.
قمة العرق سوس
يقوم الشابد بتحضير العصير في البيت مراعيا كل شروط الصحة في ذلك حيث يجهزه بواسطة ماء معقم صحيا، يقول: "بعد تحضير العصير عند ساعات الفجر الأولى، أرتدي اللباس والإبريق المأخوذان من الشام والهدف منهما جذب المشتري، ثم أنطلق إلى الشارع بحثا عن العطاش الذين يترقبون قدومي بالعصير المثلج، فزبائني فهم من كافة شرائح المجتمع منهم الطبيب والعامل وطالب الجامعة وغيرهم، ويكثر الإقبال المتزايد منهم على شرب التمر هندي في الصيف والشتاء، ولكن الصيف يكون الإقبال متزايدا بسبب حرارة الجو".والاكثر في رمضان
الطريف أنك عند تجوالك في شوارع العاصمة الدمشقيه مبكرا ترى قمم أصحاب الطرابيش الحمراء، حيث يجتمعون زمان فيما بينهم قبل أن يبدءون عملهم لكي يقرروا السعر الموحد لكوب السوس البارد، هذا الاجتماع يبرمون فيه العقود والمواثيق - غير المكتوبة بالطبع - بألا يتجاوز أيا منهم السعر المتفق عليه، وإلا فإنه سيتعرض للمقاطعة من الجميع!.
حركات بهلوانية
يحاول الشاب بحركاته البهلوانية - كما يحلو له أن يسميها - لفت أنظار زبائنه باستمرار، فطالما تراه يجذب المارة من خلال رمي أكوابه في الهواء دون أن يقع أيا منها على الأرض، كما يحاول أن يسعد الأطفال بصوته الشجي وهو يغني لهم باستمرار أغنية: "يا سوس مين يشتريك".
الحركات والكلمات لا يتجاوب معها الأطفال فقط، فهو يرى الابتسامة مرسومة على شفاه الكبار والشباب أيضا والسعادة تتطاير من أعينهم.. حينها يزداد الشاب سعادة غامرة وتكون أسعد لحظاته.
لا يعتبر الشاب نفسه فقط يقدم التمر هندي كي يروي ظمأ العطشانين، فهو يرى في نفسه "طبيب" يقدم شرابا شافيا للعديد من أمراض الجهاز الهضمي خاصة أمراض المعدة والحميات، وأيضا يرى نفسه بزيه والإبريق عاكسا وممثلا لتاريخ وثقافة شاميه خالصة.